Friday, October 19, 2007

كلمات مؤثرة


كنت أود أن أكمل رأيى بخصوص المقال السابق و لكنى رأيت هذه الرسالة من أب لأبنته ليلة زفافها فأردت نشرها لما

بها من الحكمة و روعة الصياغة ، و لعلها تشكل فارق و لو صغير مع كل شباب و بنات هذا الجيل


كلمات مؤثرة







ابنتي . . . اليوم تنتقلين إلى يدين غريبتين . . . في هذه الليلة سيظلِلُكِ سقف غريب في بيت رجل غريب.

في هذه الليلة سأقف فوق سريرك النظيف فى بيتي فأجده خاليا من ثنايا شعرك الأسود الذي يفوح منه عطر الطهارة فوق وسادتك البيضاء. و قد تنهمر الدموع من عيني لأول مرة فى حياتي ، فاليوم يغيب عن عيني وجه ابنتي ، ليشرق في بيت الرجل الغريب الذي لا أعرفه حق المعرفة ولا اعرف خيره من شره.

اليوم ينتقل شعوري وتنتقل أحاسيسي إلى أهل أمك يوم سلموني ابنتهم و هم يذرفون الدموع ؛ كنت أظنها دموع الفرح أو دموع تقاليد أهل العروس ، و لم أعرف إلا اليوم أن ما كان ينتابهم هو نفس ما ينتابني الآن ، و أن ما يعذبني هذه الساعة كان يعذبهم ، و أن انقباض قلبي في هذه اللحظة و أنا أسلمك إلى رجل غريب كان يداهمهم أيضا.

و صدقيني يا بنيتي إنه لو كان لي ، يوم تزوجت أمك ، شعور الأب ، لأفنيت عمري في إسعادها ، كما أحب أن يفنى زوجك عمره في سبيل إسعادك. ابنتي . . . في هذه اللحظة أندم على كل لحظة مضت ضايقت أمك فيها . . اليوم أجاوز الحاضر وأجابه المستقبل و أتمثلك واقفة أمامي تقولين << زوجي يضايقني يا أبى >> فماذا أفعل ؟ أسأل الله ألا ينتقم منى بك ، والله غفور رحيم . والآن . . دعيني أضع أمام عينيك بعض النقاط التي يحسب الرجل أنها توفر له السعادة في بيته الزوجي .

الرجل _ يا صغيرتي _ يحب الأمجاد و يتظاهر بالثراء و النجاح ، حتى ولو لم يكن ثريا قط ، فلا تحطمي فيه هذه المظاهر ، بل وجهيها بحكمتك ولطفك وحسن تصرفك والرجل يا ـ فلذة كبدي ـ يفاخر دائما بأن زوجته تحبه ، فاحرصي على إظهار حبك أمام أهله بصفة خاصة . والرجل ـ يا قرة عيني ـ يفخر أمام أهله بأنه قد انتقى زوجة تحبهم وتكرمهم ، فأكرمي أهل زوجك ، واستقبليهم أحسن استقبال . وبعد . . يا بنيتي . . إذا ثار زوجك فاحتضني ثورته بهدوء ، وإذا أخطأ داوى خطأه بالصبر ، وإذا ضاقت به الأيام فليتسع صدرك لتسعفيه على النهوض . . ولا تنسي أنك إكليل لزوجك ، بيدك أن يكون مرصعا بالدُّر والياقوت على هامته ، أو أن يكون من الشوك يدمى رأسه ورأس أبيك ، إن لم تحافظي على شرفك له دون سواه . بنيتي . . . كوني له أرضا مطيعة يكن لك سماء ، وكوني له مهادا يكن لك عمادا . واحفظي سمعه وعينه فلا يشم منك إلا طيبا ولا يسمع منك إلا حسنا ولا ينظر إلا جميلا . . . وكوني كما نظّم شاعر لزوجته قائلا :

خذي منى العفوَ تستديمي مودتي * و لا تنطقي في ثورتي حين أغضبُ

ولا تكثري الشكوى فتذهب بالهوى * فيأباك قلبي والقلوب تُقلــّـــــــــبُ

وأخيرا أسأل ربى أن يرعاك برضاه ورحمته.

والدك

منقول

مع أرق تحياتى

غريب في بيتي

1 comment:

Hoda said...

عزيزى صاحب هذه المدونه اشكرك على مدونتك التى تبدو انها سوف تكون اكثر من رائعه كما ارجوك ان تشاركنى وتدعم حملتى التى سوف ابداها من اليوم ضد الشواذ والشاذات وادعوك ايضا لزيارة مدونتى لانه يهمنى اراء المصلحون فى الارض امثالكم وشكرا